بسم الله الرحمن الرحيم
ليس غريباً أن نرى بعض المشاعر السلبية بين الأقارب ، فقد تؤدي الجراح القديمة أو سوء الفهم أو الإساءات المتبادلة أو الخلافات على الأملاك أو الميراث وغيرها من الخلافات إلى الشقاق والانقسام والتنافر بين الأقارب بل بين الأسرة الواحدة ، وقد تستمر إلى سنوات وقد تمتد إلى الأجيال القادمة ما لم تعالج بوقتها فالطفل مثلاً في المرحلة الابتدائية يدرك تلك المشاكل والشاب في مرحلة المراهقة قد تخونه خبرته في التعاطي مع تلك المشاكل .
والسؤال : كيف لنا أن نتعامل مع هذه المشاكل مع الأبناء ؟ وهل نحب أن تستمر تلك المشاحنات والعداوات ؟أيضاً : كيف لنا أن نتعامل مع أسئلتهم ؟ وهل نصور الأقارب أو الأعمام أو الأخوال أو الإخوة أو حتى الآباء بصورة سيئة ؟ أو نتكتم على الموضوع ونخدع أنفسنا بأنهم لن يعرفوا ذلك مستقبلاً ؟
هناك أمور لابد أن نعيها وهي :
• كلما زادت عزلتك عن أسرتك ، ساءت علاقتك بأقاربك وذويك .
• كلما كانت هوة الخلاف بينك وبين أقاربك عميقة زاد احتمال أن تكون هناك خلافات بين الأبناء عندما يكبرون .
ما ينبغي تعليمه للأبناء :
• لو سالك أحد أبنائك عن الخلاف فيجب أن تخبره عن وجهة نظرك ، وأكد على رغبتك في التصالح مع من بينك وبينه الخلاف .
• يجب أن تبين لهم أنك مستمر في المحاولة لإصلاح الخلاف . قال تعالى: [ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ].
• علم أبنائك أهمية صلة الرحم ، وأن الخلافات لا تعني القطيعة والمشاحنات في كل لقاء . عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من سره أن يبسط له في رزقــه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه )).
• بين لأبنائك فضل من يبدأ بالسلام وفضل من يصفح عمن ظلمه .
• بين لأبنائك أن الصلح خير والرجوع للحق فضيلة .
• التزام الأسلوب الحسن والكلام الطيب، والابتسامة، والبشاشة عند لقياهم والدعاء لهم . فالكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجهه صدقة، وطلاقة الوجه صدقة.
ما ينبغي تجنبه مع الأبناء :
• عدم تحقير من اختلفت معهم من الأقارب وغيرهم .
• أنك لن تسامح من ظلمك وإن كان الخطأ كبير والظلم فضيع .
• أن لا يتحدثوا مع أقاربهم محل الخلاف ويتجنبوا الاجتماع معهم أو أن تمارس ذلك الأمر مع أقاربك