الإعتذار والشجاعه أم الخوف والخطأ أيهما تختار

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذابٌ أليم }
هذه الآيه على لسان إمرأة العزيز وهي تخاطب زوجها عزيز مصر حينما أتهمت النبي يوسف عليه السلام بمراودته لها عن نفسها وهي كاذبه... فأختار الله له السجن ليحفظه من كيدها...

{ وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارةٌ بالسوء إلا ما رحم ربي }
وهذه الآيه أيضاً على لسانها تعتذر حينما أظهر الله الحق وتبينت براءة يوسف عليه السلام....

فلم تأخذها العزةُ بالأثم... بل آثرت الأعتذار على الإصرار والإنكار... ما أجمل الأعتذار حينما يكون الشخص صادقاً...

كثيراً ما نخطئ ولكننا قليلاً ما نعتذر .... لماذا ؟؟

هل هو الكِبر أم الخوف ..؟ قد لايكون الكبر هو السبب... فقد يحاول الكثير منا الإعتذار ولكن لايستطيع..!

إذاً هل هو الخوف ؟؟

إنه الخوف..! نعم الخوف هو السبب فلا يستطيع الإعتذار الشخص الجبان ولو حاول فلسانه لا يعينه على ذلك..

لنعلم جميعاً أن هناك معادله في هذه الحياه وهي مكونه من ثلاثه : الخطأ / والإعتذار / والعفو... ولكي تبدأ المعادله لابد من خطأ وهو ثلث هذه المعادله وهو متوفر وبكثره فنحن بشر ولابد من وقوعه.

ثم بعد ذلك يأتي الإعتذار وهو الثلث الثاني من المعادله وهو متوفر ولكنه ليس بكثره لمن يمتلك الشجاعه فقط... ثم يأتي بعدها العفو ليتمم هذه المعادله فتصفو النفوس ويزيل غضبها وحقدها.

ماذا لو إعتذرت لشخص أخطأت أنا في حقه مهما كان الخطأ ماذا سوف يحدث لي ؟؟

أكون أنا قد أمتلكت ثلثي المعادله وحاولت المشاركه في حلها وبقي الثلث منها لدى الشخص المقابل

فهي ليست ملكي وبقي أن أنتظر فإما أن يعطيني إياها وأكون قد ربحت هذا الشخص وأصلحت ما بدر مني من خطأ.

أو لا يعطيني إياها وأكون قد أديت ما علي فعله فأخرج من دائرة اللوم.

ولكن والله إن الإعتذار متى ما كان صادقاً وفي وقته كان العفو أقرب منه وفي وقته ...

لنعلم أننا نخطئ ولنعلم أننا معرضين للخطأ فلا تأخذنا العزة بالإثم ونتجاهل مشاعر الآخرين تجاه أخطائنا ...

ولنعلم أن الإعتذار شجاعه يفتقدها أكثر الناس...

وثقافه غائبه لدى مجتمعاتنا.... وقيمه تربويه مهمله لدينا

كثيراً ما نقدم الأعذار ولكننا ننسى أن نقدم الإعتذار... ظناً منا أنه يعبر عن الضعف والخوف ..

وننسى أنه يعبر عن قوة الشخصيه...

قال الشافعي:
قيل لي قد أسى عليك فلان ------ ومقام الفتى على الذل عار
قلت قد جاءني وأحدث عذراً ------ دية الذنب عندئذٍ الإعتذار أخيراً :

الحرب قائمه ما بين الإعتذار والخطأ فمن لديه الشجاعه ليقاتل في صفوف الإعتذار ويبيد الخطأ....؟

منقول

مشكوور يا ميدو

ع الموضوع الرائع

تقبل فائق إحترامي

waloode

مشكور على المرور العطر..

تحياتي لك